استعرض المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس جين سيروكا جدول أعمال الميناء للعام المقبل أمام عدد قياسي من الحضور بلغ 640 شخصًا في الحدث السنوي العاشر لحالة الميناء.
بعد الإقرار بجهود التعافي والإغاثة المستمرة من حرائق الغابات الجارية حاليًا في جميع أنحاء لوس أنجلوس، أشار سيروكا إلى مجموعة من النجاحات البيئية والمجتمعية والتجارية، بما في ذلك الانتهاء من عام 2024 بمعالجة أكثر من 10.3 مليون وحدة حاوية. ويعكس ذلك زيادة بنسبة 20٪ تقريبًا عن عام 2023، وثاني أفضل عام في تاريخ الميناء الممتد على مدار 117 عامًا.
وقال سيروكا: "نحتفل اليوم بإنجاز بارز: مرور 25 عامًا - ربع قرن - باعتباره ميناء الحاويات الأكثر ازدحامًا في نصف الكرة الغربي. هذا الإنجاز هو شهادة على تفانينا المشترك وعملنا الجاد".
بعد ذلك، حدد سيروكا الأولويات الاستراتيجية للميناء للعام المقبل في ثلاثة مجالات رئيسية: الأشخاص والكوكب والأداء.
وأكد سيروكا على ضرورة إعطاء الأولوية لتنمية الموارد البشرية والقوى العاملة، وسلط الضوء على مركز التدريب على الصيانة والإصلاح التابع لاتحاد عمال الموانئ والموانئ الباكستانية الذي تم افتتاحه مؤخرًا بتكلفة 16 مليون دولار في جزيرة تيرمينال، والتطوير الجاري لمرفق تدريب جديد على حركة البضائع. ويركز كلا المركزين على إعادة تأهيل وتدريب العمال الذين يخدمون الميناء.
وفي إطار إدراكها لأهمية جلب المواهب المستقبلية إلى الصناعة، أعلنت سيروكا عن مبادرتين تعليميتين. إحداهما بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس تركز على تطوير التكنولوجيا النظيفة والأخرى بالتعاون مع نظام الكليات المجتمعية في كاليفورنيا والتي تسعى إلى إعداد الطلاب لوظائف مستقبلية في صناعة النقل البحري، وخاصة المهن التي تركز على إزالة الكربون والمحافظة على البيئة.
كما ناقش سيروكا أهمية الاستثمار في المجتمعات، مشيرًا إلى استثمار الميناء الذي بلغ نصف مليار دولار في الواجهة البحرية في لوس أنجلوس على مدى العقد الماضي، بما في ذلك مشروع ممشى سان بيدرو وممشى الواجهة البحرية في ويلمنجتون. وقال إن مشروع ويست هاربور الذي طال انتظاره من المقرر افتتاحه في عام 2025، معلنًا أن سوق سان بيدرو للأسماك قد وقع عقد إيجار لمدة 49 عامًا ليكون مستأجرًا رئيسيًا.
وأضاف سيروكا أن هذه الاستثمارات أدت أيضًا إلى ازدهار السفر بالرحلات البحرية، حيث تضاعفت أعمال الرحلات البحرية في الميناء على مدار العقد الماضي. ويتوقع الميناء أن يكون عام 2025 عامًا قياسيًا آخر للرحلات البحرية بأكثر من 1.5 مليون مسافر.
وقال سيروكا للحاضرين إن الميناء كان رائدًا منذ فترة طويلة في تنظيف الموانئ والحد من التلوث. وقد أدت مبادراته البيئية العديدة على مدى أكثر من عقدين من الزمان إلى الحد من الانبعاثات من جميع الأنواع، حيث انخفضت الجسيمات الدقيقة للديزل بنسبة 91٪ وانخفضت أكاسيد الكبريت بنسبة 98٪ منذ عام 2005، حتى مع نمو الشحن المتزامن بنسبة 15٪ خلال نفس الفترة. يشير أحدث جرد للانبعاثات الجوية إلى أدنى مستوى للانبعاثات الإجمالية منذ عام 2005.
وقال سيروكا إن الميناء أصبح الآن على مسار أكثر عدوانية نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات حقًا.
وقال "إن هدفنا ليس تقليل الانبعاثات، بل الوصول إلى مستوى الصفر من الانبعاثات. ويتمثل الهدف في وضع معيار جديد للموانئ في جميع أنحاء العالم، وإثبات أن النمو الاقتصادي والمحافظة على البيئة يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب".
واستعرض سيروكا بعض المبادرات الرئيسية الجارية لتحقيق أهداف ميناء الهيدروجين، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات الهيدروجين في الخدمة في الميناء؛ واستثمار 640 مليون دولار في معدات مناولة البضائع الجديدة والشاحنات ومحطات الشحن؛ والمضي قدمًا في مشروع مركز الهيدروجين في الميناء، والذي يركز على إنتاج معدات مناولة البضائع في محطة الهيدروجين؛ وإنشاء ممرات شحن خضراء مع الموانئ في جميع أنحاء العالم لإزالة الكربون من جانب السفينة في الصناعة البحرية.
وأشار أيضًا إلى أن العمل قد بدأ في مشروع تحسين كبير بقيمة 500 مليون دولار مع إدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس والذي سيسمح للميناء بالتعامل مع المزيد من المعدات الكهربائية وعمليات الطاقة النظيفة على الشاطئ في المستقبل.
وبالإضافة إلى الإعلان عن حجم الشحن لعام 2024، ناقش سيروكا المبادرات التي تساهم في تحسين الأداء والكفاءة في الميناء. وتشمل هذه المبادرات مشروع توسعة السكك الحديدية على رصيف الميناء 400 الذي تم الانتهاء منه مؤخرًا بتكلفة 73 مليون دولار، ومشروع توسعة سكك حديدية مماثل آخر جارٍ حاليًا في رصيف ميناء فينيكس مارين 300.
وأكد سيروكا على أهمية استخدام البيانات لتحسين الأداء. وناقش كيف تمكن الميناء من الاستفادة من Port Optimizer™، وهي منصة رقمية تم تقديمها لأول مرة في عام 2017 توفر لأصحاب المصلحة في الميناء بيانات في الوقت الفعلي وقدرات تخطيط متوقعة للشحن. وذكر سيروكا أن أحدث ميزات المنصة، نظام المواعيد العالمي للشاحنات، يسمح الآن لنحو 20 ألف سائق شاحنة يخدمون الميناء بإدارة مواعيد المحطة رقميًا. تم تقديم النظام لتحسين سير العمل، وقد أظهر بالفعل نتائج واعدة.
"قال سيروكا: "كل ما نقوم به لتسريع مرور الحاويات عبر الميناء يؤتي ثماره، لأن كل أربع حاويات ننقلها تعادل وظيفة واحدة. في ميناء لوس أنجلوس، يعد الأداء مصدر فخر لكل من يعمل هنا".
واختتم سيروكا الحدث بالاعتراف بالتحديات التي تواجه الصناعة في المستقبل، وبدعوة لمواصلة التعاون والتنسيق.
وقال "إن الأمر متروك لنا جميعًا لإنشاء ميناء أفضل للناس، وأفضل للكوكب، وأفضل للأداء".
أصدر الميناء مقطعي فيديو تم التقاطهما باستخدام طائرات بدون طيار عالية التقنية، يظهران مدى اتساع وعمق عمليات الشحن، بالإضافة إلى مناظر قريبة وواسعة للواجهة البحرية في لوس أنجلوس ومعالمها السياحية الشهيرة العديدة.