أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أن هيئة عسكرية مصرية تولت مسؤولية استيراد السلع الاستراتيجية، لتحل محل مؤسسة حكومية عمرها عقود لتتولى مناقصات الشراء الدولية وإجراء عمليات الشراء المباشرة التي هزت سوق القمح في الأسابيع الأخيرة.
وباعتبارها أحد أكبر مستوردي القمح في العالم، اعتمدت مصر على الهيئة العامة للسلع التموينية، وهي جزء من وزارة التموين، لشراء الحبوب لبلد يعتبر الخبز المدعوم فيه غذاء أساسيا لـ 70 مليون شخص.
وجاء في خطاب من الوزارة إلى وزيرة الزراعة الروسية أوكسانا لوت، أن وكالة مستقبل مصر للتنمية المستدامة التابعة للقوات الجوية المصرية أصبحت الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد السلع الغذائية.
وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز أن الوكالة الجديدة لديها خطط لاستخدام اتفاقيات الشراء المباشر إلى جانب العطاءات الدولية، وهي استراتيجية تهدف إلى تبسيط العمليات ولكنها أثارت مخاوف بين التجار العالميين.
ازدهرت الشركات المملوكة للجيش المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما أثار قلق بعض رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب. وقالت الحكومة المصرية إن هذه الشركات كانت تسد فجوات في السوق.
وجاء في الخطاب أن "وكالة مستقبل مصر ستتولى جميع الاختصاصات التي كانت تخص الهيئة العامة للسلع التموينية في السابق".
وأضافت أن "وزارة التموين تضمن أن الوكالة لديها القدرة المالية على الوفاء بجميع الالتزامات الناشئة عن المناقصات والشراء المباشر".
وقالت الهيئة العامة للسلع التموينية لرويترز في رد مكتوب إن الرسالة تهدف إلى التعريف بمسؤولي الهيئة الجديدة.
وأضافت أن ذلك "يهدف إلى ضمان استيراد القمح دون أي صعوبات"، مشيرة إلى قرار مجلس الوزراء بتفعيل دور هيئة مستقبل مصر للشراء الموحد.
وقال اتحاد مصدري ومنتجي الحبوب الروسي إنه "لا يستطيع تأكيد أو نفي وجود هذه الرسالة".
وأضافت الوكالة الروسية في بيان "لم نتلق حتى الآن أي معلومات عبر القنوات الرسمية المستخدمة تقليديا لتبادل المعلومات ذات الأهمية".
وكالة جديدة
تأسست شركة مستقبل مصر بموجب مرسوم رئاسي في عام 2022، وهي بمثابة الذراع التنموي للقوات المسلحة المصرية. وفي حين ركزت في البداية على مشاريع استصلاح الأراضي، فقد توسع نطاق عملها منذ ذلك الحين ليشمل قطاعات رئيسية من الاقتصاد.
وتتولى الوكالة الجديدة مسؤولية بعض المشاريع من منظمات عسكرية أخرى بالإضافة إلى هيئات مدنية.
وقد قامت بأول محاولة لها لشراء القمح والزيت النباتي من خلال اتفاقيات الشراء المباشر في نوفمبر/تشرين الثاني. ومع ذلك، أدت الغموضات الإجرائية إلى ارتباك بين التجار، مما دفع إلى دعوات لمزيد من الوضوح وإجبارهم على التأجيل.
لقد اعتمدت مصر منذ فترة طويلة على الهيئة العامة للسلع التموينية باعتبارها وسيطًا موثوقًا به في التجارة الدولية.
لا تحظى شركة مستقبل مصر بشهرة كبيرة في عالم تجارة القمح العالمي. ففي مايو/أيار 2022، أعلنت الشركة أنها تعتزم خفض فاتورة واردات القمح في مصر، من خلال توريد نحو مليون طن متري من القمح المحلي للحكومة في عام 2024.
لكن الحصاد المحلي هذا العام لم يصل إلا إلى 3.42 مليون طن عند الإغلاق في أغسطس/آب، وهو ما يزيد قليلا عن 3.41 مليون طن في عام 2023 وحتى أقل من 3.7 مليون طن التي قدمها المزارعون للحكومة في عام 2022، وفقا لبيانات وزارة التموين المصرية التي اطلعت عليها رويترز.
التجار متشككون بشأن الوكالة الجديدة.
وقال أحد التجار الألمان "شروط الهيئة للصفقات في المناقصات الدولية تم وضعها على مدى سنوات عديدة. إنها موثوقة وعندما تتوفر الثقة فقط يمكن إبرام صفقات كبيرة بملايين الدولارات".
"على المدى البعيد، لا شك أن المنظمة الجديدة سوف تكون قادرة على القيام بعمليات الشراء. ولكنها قد تواجه صعوبات في الأمد القريب".
(رويترز)