وصل الرئيس الصيني شي جين بينج إلى ليما، عاصمة بيرو، يوم الخميس، في بداية جولة دبلوماسية تستمر أسبوعا في أمريكا اللاتينية بافتتاح ميناء تشانكاي للمياه العميقة الضخم، وهو أحد أكثر استثمارات البنية التحتية طموحا لبكين في أمريكا اللاتينية.
وسوف يشارك شي في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في ليما قبل أن يتوجه إلى قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل. كما سيقوم شي بزيارة رسمية إلى بيرو والبرازيل، وهما مصدران رئيسيان لخامات المعادن وفول الصويا والسلع الأخرى التي تدعم الصناعات الصينية الرئيسية مثل المركبات الكهربائية ولحم الخنزير، فضلاً عن ضمان الأمن الغذائي لسكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
أول مهمة يقوم بها شي في ليما هي رئاسة حفل افتتاح ميناء تشانكاي، إلى جانب رئيس بيرو دينا بولوارت.
وقال بولوارت في كلمة ألقاها يوم الخميس في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) "تشانكاي... سوف يحدث ثورة في التجارة وينشط اقتصاد منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وقد جذب ميناء تشانكاي الضخم الذي تسيطر عليه الصين، والذي بنته شركة كوسكو للشحن البحري ويقع على ساحل المحيط الهادئ في بيرو شمال ليما، بالفعل 1.3 مليار دولار من الاستثمارات الصينية، مع توقع مليارات أخرى حيث تتطلع بكين وليما إلى تحويل تشانكاي إلى مركز شحن رئيسي بين آسيا وأمريكا الجنوبية.
وكتب شي في مقال رأي نُشر يوم الخميس في صحيفة "إل بيروانو" الرسمية: "نحن بحاجة إلى البناء المشترك وإدارة ميناء تشانكاي بشكل جيد، وجعل الطريق من تشانكاي إلى شنغهاي يصبح طريقا مزدهرا حقا لتعزيز التنمية المشتركة بين الصين وبيرو، والصين وأميركا اللاتينية".
وقال ماريو أوتشاران مدير غرفة تجارة تشانكاي في البيروفي لرويترز إن من المقرر أن تبحر أول سفينة في الأسبوع الذي يبدأ في 18 نوفمبر تشرين الثاني لنقل الفاكهة البيروفية إلى الصين.
وكان الهدف الحقيقي للميناء الضخم، وفقا لأوتشران، هو الوصول إلى البرازيل المجاورة، حيث سيربط خط سكة حديد جديد الميناء بالإمدادات البرازيلية.
وقال إن "الكوريين والصينيين أبدوا اهتمامهم ببناء خط السكك الحديدية".
الرياح المعاكسة الجيوسياسية والاقتصادية
ويأتي افتتاح الميناء في وقت تتطلع فيه بكين إلى الاستفادة بشكل أكبر من منطقة أمريكا اللاتينية الغنية بالموارد، وسط التوترات التجارية مع أوروبا والمخاوف بشأن التعريفات الجمركية المستقبلية من إدارة ترامب القادمة.
ويرافق شي في زيارته وفد يضم أكثر من 100 من كبار رجال الأعمال الصينيين، بما في ذلك رؤساء الشركات التي لديها أكبر الاستثمارات في بيرو، بما في ذلك شركة كوسكو للشحن وشركة التعدين شينالكو، التي تملك منجم النحاس توروموتشو.
لقد أثارت عملية تشانكاي، أكبر استثمار صيني في ميناء في أميركا اللاتينية، ناقوس الخطر في واشنطن. فقد حذرت الجنرال لورا ريتشاردسون، رئيسة القيادة الجنوبية الأميركية السابقة، في وقت سابق من هذا الشهر قبل تقاعدها من أن البحرية الصينية قد تستخدم تشانكاي لجمع المعلومات الاستخباراتية.
وتعكس المخاوف الأميركية بشأن تشانكاي تحولاً أوسع نطاقاً استمر عقوداً من الزمن في منطقة تُعرف بالحديقة الخلفية لواشنطن، حيث شهدت الصين تفوق الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لدول مثل بيرو.
وكتبت صحيفة جلوبال تايمز المدعومة من الدولة الصينية في افتتاحية نشرتها يوم الاثنين أن الميناء كان "جسرًا للتعاون العملي بين الصين وأميركا اللاتينية وليس بأي حال من الأحوال أداة للمنافسة الجيوسياسية"، ووصفت الاتهامات الأميركية بالاستخدام العسكري المحتمل للميناء بأنها "افتراءات".
(رويترز - إعداد إدواردو بابتيستا وماركو أكينو ولوسيندا إليوت في ليما وتغطية إضافية من تشانج يوكون في بكين - تحرير أليستير بيل وديان كرافت)