إسرائيل تقصف ميناء الحديدة في اليمن

27 ربيع الأول 1446
© negoworks / Adobe Stock
© negoworks / Adobe Stock

قالت إسرائيل إنها قصفت أهدافا للحوثيين في اليمن يوم الأحد، لتوسع مواجهتها مع حلفاء إيران في المنطقة بعد يومين من مقتل زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في صراع متصاعد في لبنان.

قالت إسرائيل إن الغارات الجوية على ميناء الحديدة باليمن جاءت ردا على الهجمات الصاروخية الحوثية على إسرائيل في الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من أن القتال في الشرق الأوسط قد يخرج عن السيطرة ويجر إيران والحليف الرئيسي لإسرائيل الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 29 آخرون.

ووقعت الضربات في الوقت الذي هاجمت فيه إسرائيل المزيد من الأهداف في لبنان، حيث أدى قصفها المكثف على مدى أسبوعين إلى مقتل عدد من كبار قادة حزب الله ونزوح مئات الآلاف من منازلهم.

وتعهدت إسرائيل الأحد بمواصلة هجومها.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي "لقد فقد حزب الله عقله، ونحن بحاجة إلى مواصلة ضربه بقوة".

قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية يوم الأحد أسفرت عن مقتل 32 شخصا في عين دلب في الجنوب و21 شخصا في بعلبك الهرمل في الشرق وأن 14 طبيبا قتلوا في غارات جوية خلال اليومين الماضيين.

وحلقت طائرات إسرائيلية بدون طيار فوق بيروت طوال الليل ومعظم يوم الأحد، حيث تردد صدى الانفجارات القوية للغارات الجوية الجديدة في جميع أنحاء العاصمة اللبنانية.

تتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود منذ بدء الحرب في غزة، والتي اندلعت في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. كما شن الحوثيون في اليمن هجمات متقطعة على إسرائيل طوال تلك الفترة وعطلوا حركة الملاحة في البحر الأحمر.

لقد صعدت إسرائيل من هجماتها على حزب الله بسرعة قبل أسبوعين بهدف معلن وهو جعل المناطق الشمالية آمنة لعودة السكان إلى منازلهم، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من قادة الجماعة. ويناقش وزير الدفاع الإسرائيلي الآن توسيع نطاق الهجوم.

وشكل مقتل نصر الله ضربة قوية بشكل خاص للجماعة التي قادها لمدة 32 عاما، وتبع ذلك إطلاق حزب الله صواريخ جديدة على إسرائيل، فيما قالت إيران إنها ستنتقم لمقتله.

حثت الولايات المتحدة على التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان، لكنها سمحت أيضا لجيشها بتعزيز وجوده في المنطقة، في إشارة إلى القلق المتزايد.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط: "يجب أن يكون الأمر كذلك". وأضاف أنه سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكنه لم يذكر تفاصيل.

وقال السيناتور الأمريكي مارك كيلي، الذي يرأس لجنة فرعية تابعة لمجلس الشيوخ للخدمات المسلحة، إن القنبلة التي استخدمتها إسرائيل لقتل نصر الله كانت سلاحا موجها أمريكي الصنع يزن 2000 رطل (900 كيلوغرام).

وفي إيران، التي ساعدت في إنشاء حزب الله في أوائل الثمانينيات، نعى كبار الشخصيات مقتل أحد كبار أعضاء الحرس الثوري الذي قُتل إلى جانب نصر الله، ودعت طهران إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تصرفات إسرائيل.

قالت مصادر لرويترز إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تم نقله إلى مكان آمن في إيران بعد مقتل نصر الله.

وفيات لبنانية

وقال مصدر طبي ومصدر أمني لرويترز يوم الأحد إن جثمان نصر الله انتشل سليما من موقع الضربة التي وقعت يوم الجمعة. ولم يحدد حزب الله بعد موعد تشييع جنازته.

ولم ينجح نصر الله في تحويل حزب الله إلى قوة محلية قوية في لبنان خلال فترة قيادته التي استمرت 32 عاما فحسب، بل ساعد أيضا في تحويله إلى محور شبكة إيران من الجماعات المتحالفة في العالم العربي.

ونعى أنصار الجماعة وغيرهم من اللبنانيين الذين أشادوا بدورها في قتال إسرائيل التي احتلت جنوب لبنان لسنوات، يوم الأحد.

وقالت اللبنانية المسيحية صوفيا بلانش رويار وهي تحمل علماً أسوداً للعمل في بيروت: "لقد فقدنا الزعيم الذي أعطانا كل القوة والإيمان بأننا، هذا البلد الصغير الذي نحبه، قادرون على تحويله إلى جنة".

قالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قتلوا وأصيب ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون أن تحدد عدد المدنيين. وقالت الحكومة إن مليون شخص ـ أي خمس السكان ـ فروا من منازلهم.

وفي بيروت، أمضت بعض الأسر النازحة ليلتها على مقاعد مطعم "زيتونة باي"، وهو عبارة عن سلسلة من المطاعم والمقاهي على الواجهة البحرية لبيروت. وفي صباح الأحد، قامت الأسر التي لا تملك سوى حقيبة سفر مليئة بالملابس بفرد حصائر للنوم عليها وإعداد الشاي لأنفسها.

وقالت فرانسواز أزوري، وهي من سكان بيروت أثناء ركضها في المنطقة: "لن تتمكنوا من تدميرنا، مهما فعلتم، ومهما قصفتم، ومهما شردتم الناس، سنبقى هنا. لن نغادر. هذه بلادنا وسنبقى".

بدأ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عملية طارئة لتوفير الغذاء للمتضررين من الصراع.

العمل العسكري الإسرائيلي

قال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن سلاح الجو ضرب عشرات الأهداف في لبنان بما في ذلك منصات إطلاق ومخازن أسلحة بينما قالت البحرية إنها اعترضت ثمانية مقذوفات قادمة من اتجاه لبنان وواحدة من البحر الأحمر.

وقالت إن عشرات الطائرات الإسرائيلية بما في ذلك طائرات مقاتلة هاجمت محطات الكهرباء وميناءي رأس عيسى والحديدة، متهمة الحوثيين بالعمل "بتوجيه وتمويل إيران" وبالتعاون مع ميليشيات عراقية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: "رسالتنا واضحة - بالنسبة لنا، لا يوجد مكان بعيد عنا".

لقد توج مقتل نصر الله أسبوعين مؤلمين بالنسبة لحزب الله، بدءاً بتفجير آلاف أجهزة الاتصالات التي يستخدمها أعضاؤه. وكان من المفترض على نطاق واسع أن تكون إسرائيل هي التي نفذت هذا العمل، لكنها لم تؤكد أو تنفي ذلك.

لطالما كانت ترسانة حزب الله موضع خلاف في لبنان، البلد الذي عرف تاريخيا بالصراعات الأهلية. ويقول منتقدو حزب الله اللبنانيون إن الجماعة جرّت البلاد من جانب واحد إلى صراعات وقوضت الدولة.

لكن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قال إن مقتل نصر الله "فتح جرحا في قلب اللبنانيين". وكان الراعي قد انتقد في السابق حزب الله الإسلامي الشيعي واتهمه بجر لبنان إلى صراعات إقليمية.


(رويترز - شارك في التغطية مايا جبيلى وتيمور أزهرى وليلى بسام وعبد العزيز بومزار وتوم بيري في بيروت وجيمس ماكنزي وإميلي روز وآري رابينوفيتش في القدس وجانا شقير ونادين عوض الله وآدم مكارى وجيداء طه وكلودا طانيوس وتالا رمضان في دبي وميشيل نيكولز في نيويورك وأندريا شلال وفيل ستيوارت وإدريس علي في واشنطن وألفيس أرميليني في روما - إعداد مصطفى صالح ومحمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

الأمن البحري, الموانئ, تحديث الحكومة الاقسام